الثلاثاء 13 مايو 2025 02:46 صـ 14 ذو القعدة 1446 هـ
كورة 180
Embedded Image
×

من الملعب إلى القمة.. استراتيجية خالد فتحي لبناء المجد

الإثنين 12 مايو 2025 09:20 مـ 14 ذو القعدة 1446 هـ
خالد فتحي
خالد فتحي
في هدوء المحترفين وصرامة القادة، يقود خالد فتحي دفة اتحاد كرة اليد المصري نحو مستقبل واعد، مستندًا إلى رؤية واضحة تستهدف بناء أجيال قوية وقادرة على مواصلة رفع علم مصر عاليًا في المحافل الدولية. لم يعد الأمر مجرد خطط موسمية أو استعدادات روتينية، بل تحوّل إلى مشروع وطني حقيقي تُبنى تفاصيله بوعي وفكر إداري احترافي. منذ توليه رئاسة اتحاد اليد، وضع خالد فتحي نصب عينيه هدفًا واحدًا: تكوين قاعدة قوية من اللاعبين في مختلف الفئات العمرية، يكونون حجر الأساس لجيل جديد يحمل راية المنتخب لسنوات قادمة. وانعكست هذه الرؤية في سلسلة من المعسكرات والمباريات الودية القوية التي خاضتها منتخبات اليد مؤخرًا، حيث واجه المنتخب الأول نظيره البرازيلي، أحد أبرز منتخبات المونديال الأخير، في مباراتين وديتين من العيار الثقيل، بهدف قياس الجاهزية الفنية وتعزيز الروح التنافسية. أما منتخب الناشئين بقيادة طارق محروس، فقد خاض تجربة أوروبية صعبة وواعدة، لعب خلالها ضد منتخبات التشيك وكرواتيا، رغم فارق الفئة العمرية، حيث واجه شبابنا منتخب كرواتيا مواليد 2004 في حين أن لاعبينا من مواليد 2006، وهو ما زاد من جرعة الاحتكاك والخبرة، استعدادًا لبطولة العالم المقبلة التي تستضيفها مصر. ولم يكن منتخب الشباب بعيدًا عن هذا النهج، فبقيادة مجدي أبو المجد، شارك في البطولة العربية للكبار، وواجه عمالقة آسيا من منتخبات الصف الأول كالعراق وقطر والكويت. وبالرغم من كون المنافسين يلعبون بالمنتخب الأول، فإن الهدف من المشاركة لم يكن الفوز بالمباريات، بل تعريض اللاعبين لأقصى درجات التحدي والضغط. خالد فتحي لم يكتفِ برسم خطة على الورق، بل قاد تنفيذها بيدٍ ثابتة وعقلية احترافية، واعتمد سياسة "المكاسب دون نتائج"، مؤمنًا بأن التكوين الحقيقي يبدأ من المواجهات الصعبة، وليس من انتصارات سهلة لا تُبني عليها أقدام ثابتة. كما أدار مجلس الاتحاد بروح الفريق، وحرص على توفير بيئة عمل تركز على التطوير والمتابعة الدقيقة، بعيدًا عن الأضواء الإعلامية. رؤية خالد فتحي لا تعتمد على الشعارات، بل على احتكاك حقيقي، واستثمار في العنصر البشري، وإيمان بأن المواهب لا تثمر إلا إذا واجهت الأصعب. واليوم، نلمس ثمار تلك السياسة في نضج المنتخبات الصاعدة، وثقة اللاعبين الشباب في أنفسهم، وتحول "الاستفادة الفنية" إلى مبدأ إداري قبل أن تكون مجرد مصطلح رياضي. اتحاد اليد المصري بقيادة خالد فتحي لا ينتظر المستقبل، بل يصنعه.