الكاتبة الدكتورة هبة إسماعيل تكتب : إرادة الله فوق كل تدبير… وسد النهضة شاهد

في عالم تتسارع فيه الأحداث وتعلو فيه أصوات الحسابات السياسية والتخطيط البشري، تأتي اللحظات التي تُذكرنا بأن فوق كل تدبير… تدبير الله، وفوق كل تخطيط… إرادته التي لا يُردّ لها أمر.
ما حدث مؤخرًا في سد النهضة ليس مجالًا للتشفي، بل هو مساحة للتأمل العميق في حكمة الخالق، وعدالة السماء، وإشارة واضحة إلى أن النوايا حين تُبنى على المكيدة والتعنت، فإن مآلاتها لا تثمر إلا الفشل والانهيار.
مصر، التي واجهت هذا الملف الحساس لعقد من الزمن، لم تخضع لضغوط الاندفاع، ولم تنجر إلى ردود فعل عشوائية، بل كانت خطواتها مدروسة، متزنة، هادئة، وكأنها تُسيّر بتوفيق إلهي لا يُخطئ طريقه. ففي حين اختارت دول أخرى قرارات عاطفية أودت بها إلى فوضى داخلية، سارت مصر في طريق الحكمة، ووضعت مصلحة الشعب فوق كل اعتبار.
إن التوفيق الذي صاحب قرارات القيادة المصرية لم يكن إلا نتاج نية خالصة في حماية الأرض والمياه والحقوق، وتقديرًا لنعمة الأمن التي وهبها الله لنا، ولم تكن الصدفة هي التي جنّبتنا السيناريوهات الأسوأ، بل هو لطف الله، وعنايته، وتدبيره الذي لا يُهزم.
اليوم، ونحن نرى النتائج، لا بد أن نُدرك أن العدالة قد تأخذ وقتها، لكنها لا تغيب. وأن ما بُني على التحدي لن يصمد طويلًا أمام ما بُني على الحق. وأن إرادة الله حين تتدخل، تسقط أمامها حسابات القوى وموازين المصالح.
فلتكن هذه رسالة لنا جميعًا… أن النية الصافية هي الأساس ، وأن الاعتماد على الله هو السبيل ، وأن الوطن لا يُحمى بالصوت العالي بل بالحكمة، والنية، والعمل المُخلِص
نسأل الله أن يديم على مصر نعمه، وأن يُسدد خطاها، ويجنبها كيد الكائدين، وأن يجعل هذا الوطن دائمًا في كنفه، محفوظًا بحكمته، منصورًا بعدله.